بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
: ﴿ وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنْ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنْ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران].
ذكر ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: «يخبر تعالى عن اليهود، عليهم لعائن الله، أن منهم فريقاً يحرفون الكلام عن مواضعه، ويبدلون كلام الله، ويزيلونه عن المراد به؛ ليوهموا الجهلة أن في كتاب الله كذلك، وينسبونه إلى الله، وهو كذب على الله، وهم يعلمون من أنفسهم أنهم قد كذبوا وافتروا في ذلك كله؛ ولهذا قال الله تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾.
وجاء في ظلال القرآن لسيد قطب في تفسير هذه الآية: «وآفة رجال الدين حين يفسدون، أن يصبحوا أداة طيعة لتزييف الحقائق، باسم أنهم رجال الدين. وهذه الحال التي يذكرها القرآن عن هذا الفريق من أهل الكتاب، نعرفها نحن جيداً في زماننا هذا. فهم كانوا يؤولون نصوص كتابهم، ويلوونها لياً؛ ليصلوا منها إلى مقررات معينة، يزعمون أنها مدلول هذه النصوص، وأنها تمثل ما أراده الله منها، بينما هذه المقررات تصادم حقيقة دين الله في أساسها، معتمدين على أن كثرة السامعين لا تستطيع التفرقة بين حقيقة الدين ومدلولات هذه النصوص الحقيقية، وبين تلك المقررات المفتعلة المكذوبة، التي يلجئون إليها النصوص إلجاءً.
ونحن اليوم، نعرف هذا النموذج جيداً، في بعض الرجال الذين يُنسَبون إلى الدين ظلماً! الذين يحترفون الدين، ويسخّرونه في تلبية الأهواء كلها، ويحملون النصوص، ويجرون بها وراء هذه الأهواء، حيثما لاح لهم أن هناك مصلحة تتحقق، وأن هناك عَرَضاً من أعراض هذه الدنيا يحصل! يحملون هذه النصوص ، ويلهثون بها وراء تلك الأهواء، ويلوون أعناق هذه النصوص لياً، لتوافق هذه الأهواء السائدة، ويحرفون الكلم عن مواضعه، ليوافقوا بينه وبين اتجاهات تصادم هذا الدين وحقائقه الأساسية، ويبذلون جهداً لاهثاً في التحمل، وتصيد أدنى ملابسة لفظية ليوافقوا بين مدلول آية قرآنية، وهوى من الأهواء السائدة التي يهمهم تمليقها... ﴿وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ كما يحكي القرآن عن هذا الفريق من أهل الكتاب سواء. فهي آفة لا يختص بها أهل الكتاب وحدهم، إنما تبتلى بها كل أمة يرخص دين الله فيها على من ينتسبون إليه، حتى ما يساوي إرضاء هوى من الأهواء التي يعود تمليقها بعرض من أعراض هذه الأرض! وتفسد الذمة حتى ما يتحرج القلب من الكذب على الله، وتحريف كلماته عن مواضيعها لتمليق عبيد الله، ومجاراة أهوائهم المنحرفة، التي تصادم دين الله.. وكأنما كان الله – سبحانه – يحذر الجماعة المسلمة من هذا المزلق الوبيء، الذي انتهى بنزع أمانة القيادة من بني إسرائيل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
: ﴿ وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنْ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنْ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران].
ذكر ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: «يخبر تعالى عن اليهود، عليهم لعائن الله، أن منهم فريقاً يحرفون الكلام عن مواضعه، ويبدلون كلام الله، ويزيلونه عن المراد به؛ ليوهموا الجهلة أن في كتاب الله كذلك، وينسبونه إلى الله، وهو كذب على الله، وهم يعلمون من أنفسهم أنهم قد كذبوا وافتروا في ذلك كله؛ ولهذا قال الله تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾.
وجاء في ظلال القرآن لسيد قطب في تفسير هذه الآية: «وآفة رجال الدين حين يفسدون، أن يصبحوا أداة طيعة لتزييف الحقائق، باسم أنهم رجال الدين. وهذه الحال التي يذكرها القرآن عن هذا الفريق من أهل الكتاب، نعرفها نحن جيداً في زماننا هذا. فهم كانوا يؤولون نصوص كتابهم، ويلوونها لياً؛ ليصلوا منها إلى مقررات معينة، يزعمون أنها مدلول هذه النصوص، وأنها تمثل ما أراده الله منها، بينما هذه المقررات تصادم حقيقة دين الله في أساسها، معتمدين على أن كثرة السامعين لا تستطيع التفرقة بين حقيقة الدين ومدلولات هذه النصوص الحقيقية، وبين تلك المقررات المفتعلة المكذوبة، التي يلجئون إليها النصوص إلجاءً.
ونحن اليوم، نعرف هذا النموذج جيداً، في بعض الرجال الذين يُنسَبون إلى الدين ظلماً! الذين يحترفون الدين، ويسخّرونه في تلبية الأهواء كلها، ويحملون النصوص، ويجرون بها وراء هذه الأهواء، حيثما لاح لهم أن هناك مصلحة تتحقق، وأن هناك عَرَضاً من أعراض هذه الدنيا يحصل! يحملون هذه النصوص ، ويلهثون بها وراء تلك الأهواء، ويلوون أعناق هذه النصوص لياً، لتوافق هذه الأهواء السائدة، ويحرفون الكلم عن مواضعه، ليوافقوا بينه وبين اتجاهات تصادم هذا الدين وحقائقه الأساسية، ويبذلون جهداً لاهثاً في التحمل، وتصيد أدنى ملابسة لفظية ليوافقوا بين مدلول آية قرآنية، وهوى من الأهواء السائدة التي يهمهم تمليقها... ﴿وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ كما يحكي القرآن عن هذا الفريق من أهل الكتاب سواء. فهي آفة لا يختص بها أهل الكتاب وحدهم، إنما تبتلى بها كل أمة يرخص دين الله فيها على من ينتسبون إليه، حتى ما يساوي إرضاء هوى من الأهواء التي يعود تمليقها بعرض من أعراض هذه الأرض! وتفسد الذمة حتى ما يتحرج القلب من الكذب على الله، وتحريف كلماته عن مواضيعها لتمليق عبيد الله، ومجاراة أهوائهم المنحرفة، التي تصادم دين الله.. وكأنما كان الله – سبحانه – يحذر الجماعة المسلمة من هذا المزلق الوبيء، الذي انتهى بنزع أمانة القيادة من بني إسرائيل