بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا إبراهيم بن سعد: أخبرنا ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: أن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان النبي صلى الله
عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن: فإذا لقيه جبريل عليه السلام، كان أجود بالخير من الريح المرسلة) . صحيح البخارى
شرح الحديث
يعتبر شهر رمضان شهر المحبة والجد والاجتهاد والمناجاة لرب العالمين، حيث يتنافس فيه المتنافسون، وينجي فيه الناجون، ويركض فيه الراكضون إلى أبواب الجنة التي أعدت لهم في فرح وسرور وشوق تستقبلهم الملائكة وهم يرددون: ادخلوها بسلام آمنين .
وهذا الحديث يتحدث عن حال النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان لنهتدى بهديه ونغتنم الفرصة فى هذا الشهر المبارك ونتخلق بأخلاق النبى ونتأدب بآدابه فى شهر رمضان لنكون من أهل الجنة إن شاء الله، فقد كان صلى الله عليه وسلم يكثر في هذا الشهر من أنواع العبادات، فكان يدارس جبريل عليه السلام القرآن في رمضان، وكان يتأثر بذلك فيكون أجود ما يكون في رمضان إذا لقيه جبريل على الرغم من أنه كان أجود الناس في غيره، فتراه يكثر من الصدقة والإحسان، وتلاوة القرآن، والصلاة والذكر، والاعتكاف.
ووجه التشبيه بين أجوديته صلى الله عليه وسلم بالخير وبين أجودية الريح المرسلة أن المراد بالريح ريح الرحمة التي يرسلها الله تعالى لإنزال الغيث العام الذي يكون سبباً لإصابة الأرض الميتة وغير الميتة، أي: فيعم خيره وبره من هو بصفة الفقر والحاجة ومن هو بصفة الغنى والكفاية أكثر مما يعم الغيث الناشئة عن الريح المرسلة - صلى الله عليه وسلم.
وربما خص النبى صلى الله عليه وسلم شهر رمضان بما لا يخص به غيره من الشهور من العبادة، حتى أنه ربما واصل الصيام يومين أو ثلاثة ليتفرغ للعبادة فعن أبي سعيد رضي الله عنه: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تواصلوا، فأيكم إذا أراد أن يواصل فليواصل حتى السحر) قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله قال: (إني لست كهيئتكم، إني أبيت لي مطعم يطعمني، وساقٍ يسقين) .
وسأل أبوسلمة بن عبدالرحمن السيدة عائشة رضي الله عنها: كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ فقالت: ما كان صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً, فقلت: يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟ قال: (يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي).
وقد كان صلى الله عليه وسلم يهتم اهتماماً خاصاً بالعشر الأواخر من رمضان فقد كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، وكل ذلك ليجمع قلبه لمناجاة ربه، ويتفرغ لذكره .
وكان من هديه عليه الصلاة والسلام تعجيل الفطر، فقد ثبت عنه من قوله وفعله أنه كان يعجل الإفطار بعد غروب الشمس قبل أن يصلي المغرب، وكان يؤخره حتى ما يكون بين سحوره وبين صلاة الفجر إلا وقتاً يسيراً قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية.
ولم يكن النبى يعتبر رمضان شهر كسل وفتور بل جاهد صلى الله عليه وسلم في رمضان، والمعارك الكبرى التي قادها كانت في رمضان ومنها بدر وفتح مكة، هذا هو هدي النبى صلى الله عليه وسلم فى شهر رمضان، وتلك هي طريقته وسنته، وما أحوجنا إلى الاقتداء والتأسي به صلى الله عليه وسلم في ذلك كله، فلنسدد ولنقارب، ولنعلم أن النجاة في اتباعه والسير على منهجه ولنستثمر شهر رمضان فى الطاعات وعمل الخير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا إبراهيم بن سعد: أخبرنا ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: أن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان النبي صلى الله
عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن: فإذا لقيه جبريل عليه السلام، كان أجود بالخير من الريح المرسلة) . صحيح البخارى
شرح الحديث
يعتبر شهر رمضان شهر المحبة والجد والاجتهاد والمناجاة لرب العالمين، حيث يتنافس فيه المتنافسون، وينجي فيه الناجون، ويركض فيه الراكضون إلى أبواب الجنة التي أعدت لهم في فرح وسرور وشوق تستقبلهم الملائكة وهم يرددون: ادخلوها بسلام آمنين .
وهذا الحديث يتحدث عن حال النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان لنهتدى بهديه ونغتنم الفرصة فى هذا الشهر المبارك ونتخلق بأخلاق النبى ونتأدب بآدابه فى شهر رمضان لنكون من أهل الجنة إن شاء الله، فقد كان صلى الله عليه وسلم يكثر في هذا الشهر من أنواع العبادات، فكان يدارس جبريل عليه السلام القرآن في رمضان، وكان يتأثر بذلك فيكون أجود ما يكون في رمضان إذا لقيه جبريل على الرغم من أنه كان أجود الناس في غيره، فتراه يكثر من الصدقة والإحسان، وتلاوة القرآن، والصلاة والذكر، والاعتكاف.
ووجه التشبيه بين أجوديته صلى الله عليه وسلم بالخير وبين أجودية الريح المرسلة أن المراد بالريح ريح الرحمة التي يرسلها الله تعالى لإنزال الغيث العام الذي يكون سبباً لإصابة الأرض الميتة وغير الميتة، أي: فيعم خيره وبره من هو بصفة الفقر والحاجة ومن هو بصفة الغنى والكفاية أكثر مما يعم الغيث الناشئة عن الريح المرسلة - صلى الله عليه وسلم.
وربما خص النبى صلى الله عليه وسلم شهر رمضان بما لا يخص به غيره من الشهور من العبادة، حتى أنه ربما واصل الصيام يومين أو ثلاثة ليتفرغ للعبادة فعن أبي سعيد رضي الله عنه: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تواصلوا، فأيكم إذا أراد أن يواصل فليواصل حتى السحر) قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله قال: (إني لست كهيئتكم، إني أبيت لي مطعم يطعمني، وساقٍ يسقين) .
وسأل أبوسلمة بن عبدالرحمن السيدة عائشة رضي الله عنها: كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ فقالت: ما كان صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً, فقلت: يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟ قال: (يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي).
وقد كان صلى الله عليه وسلم يهتم اهتماماً خاصاً بالعشر الأواخر من رمضان فقد كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، وكل ذلك ليجمع قلبه لمناجاة ربه، ويتفرغ لذكره .
وكان من هديه عليه الصلاة والسلام تعجيل الفطر، فقد ثبت عنه من قوله وفعله أنه كان يعجل الإفطار بعد غروب الشمس قبل أن يصلي المغرب، وكان يؤخره حتى ما يكون بين سحوره وبين صلاة الفجر إلا وقتاً يسيراً قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية.
ولم يكن النبى يعتبر رمضان شهر كسل وفتور بل جاهد صلى الله عليه وسلم في رمضان، والمعارك الكبرى التي قادها كانت في رمضان ومنها بدر وفتح مكة، هذا هو هدي النبى صلى الله عليه وسلم فى شهر رمضان، وتلك هي طريقته وسنته، وما أحوجنا إلى الاقتداء والتأسي به صلى الله عليه وسلم في ذلك كله، فلنسدد ولنقارب، ولنعلم أن النجاة في اتباعه والسير على منهجه ولنستثمر شهر رمضان فى الطاعات وعمل الخير